عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى نقول: لا
يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر
صياما منه في شعبان.
رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: «إن
كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-، فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-، حتى يأتي شعبان»
رواه مسلم.
مفكـرة
الموقـع
مهمة الإنسان
في الحياة ورسالته
إن المتأمل
في خلق الإنسان ووجوده في هذه الحياة يعلم يقينًا أنه صنعة
الله تعالى، وأن الله ما أوجده عبثًا ولا لهوًا، كما قال
تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا
خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا
تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]، بل خلقه
وأوجده
لحكمة عظيمة، والإنسان إذا لم يعرف هذه الحكمة العظيمة
والمهمة الكبيرة التي جاء من أجلها، فلا يمكن له أن يعرف
حقيقة وجوده في هذه الحياة الدنيا، ولا أن يهنأ بالعيش فيها،
ولا أن يصل إلى الطمأنينة والسعادة التي يريدها، بل يظل في
الحيرة والشك والضلال، لا يعرف له هدفًا، ولا يعرف له
طريقًا، ولا يستقر على حال، ولا يعيش إلا لتحقيق شهواته
ونزواته كما تعيش الأنعام، حتى إنه ليفني حياته كلها في
اللهو واللعب، والطعام والشراب، واللهث خلف النساء والمال!
كما هو حال كثير من الناس.
مهمة الإنسان في الحياة: ولهذا بين الله لنا
هذه الحكمة الجليلة في كتابه العزيز، حتى لا يضطرب الإنسان
في حياته، ويقع في الحيرة والشك والغفلة، ويغرق في الشهوات
والملذات الفانية، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]،
وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ
الَّذِىْ خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:21]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا
الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾
[الأحزاب:72]، فبين سبحانه أن الغاية الكبرى من خلق الجن
والإنس في هذه الحياة: هي عبادة الله تعالى وحده لا شريك له،
وأن الواجب على الإنسان إقامة العبادة لله تعالى على الوجه
الذي طلبه وأراده منه، لأن العبادة هي حق الله على عباده
المكلفين من الجن والإنس، وهي الأمانة الكبرى التي تحملها
الإنسان.